ساشا نيكيتينا

ساشا نيكيتينا

“في شارع الحب، المصابيح مكسورة”

روسيا، سانت بطرسبورغ في التسعينيات. شاشات-لوحات لا يمكن التمييز فيها بين الشرطي والمجرم. مشاهد مشبعة بالابتذال والعنف؛ شوارع متّسخة وشقق جماعية تصبح الوحشية فيها خلفية للحياة اليومية. على الأطراف – شعارات، سخرية، تلميحات. الصورة مغطاة بتشويش لوني صاخب.

بدأت هذا المشروع حين بدأ القصف على حيفا. لا يوجد ملجأ في منزلنا، فننزل إلى الدرج أثناء صافرات الإنذار. فكّرت في الهروب، وانتهى بي الأمر إلى “شوارع المصابيح المكسورة” – مسلسل بوليسي من طفولتي. أو بشكل أدق: “شوارع الاتحاد الروسي”. (بالروسية، كلا الاسمين يحملان الأحرف الأولى نفسها). شوارع الذاكرة. شوارع لا يمكن العودة إليها.

أنماط الموارى القوس قزحية، الناتجة عن تراكب شبكات البكسلات، ترمز إلى تصادم رموز غير قابلة للتوافق – عدم اتساق الممارسات القديمة مع الواقع الجديد. هذا الانهيار في الواقع، تفكك ما كان يبدو ثابتًا، هو أمر أعيشه للمرة الثانية: أولًا مع حرب أوكرانيا، والآن، هنا.

كمهاجرة حديثة من روسيا، أواجه مراجعة مؤلمة لرأسمالي الرمزي – التعليمي، اللغة، الخبرة. اللغة، تحديدًا، صراع مستمر. هذا المشروع هو أيضًا وسيلة لاستعادة السيطرة. أستولي على الرموز والأنماط، وأعيد تشكيلها لخلق مساحة يمكنني فيها أن أتكلم دون خوف أو خجل.

الرسم الانطباعي يجذب المُشاهد؛ لكن النص باللغة الروسية، على العكس، يخلق مسافة. آمل أن يتوقف المشاهد قليلًا في تلك الفجوة – بين المألوف والغريب – وقتًا كافيًا ليتردد فيه شيء ما.